التصاق الأصابع يعتبر من ضمن الحالات التي نراها عند بعض الأشخاص، حيث نلاحظ عدم وجود مسافة تفصل بين الإصبع والآخر، ولكن ما أسباب حدوث ذلك؟ وما أنواع هذا الالتصاق؟ وهل يشكل خطورة على الجنين أم لا؟
سوف نجيب عن كل هذه الأسئلة من خلال هذه المقالة من خلال موقع دكتورة فاطمة يوسف.
ما المقصود بـ التصاق الأصابع؟
يوجد بعض الأشخاص التي تعاني من حدوث التصاق في الأصابع، ويمكن التعرف على ذلك من خلال النقاط التالية:
- التصاق الأصابع يعرف بأنه حالة تكون ناتجة عن وجود تشوهات خلقية في المرحلة التي يتطور فيها الجنين في رحم أمه، حيث لا يوجد مسافة بين الإصبع والآخر.
- يحدث هذا العيب الخلقي عند الرجال بنسبة كبيرة عن النساء.
- يكون الالتصاق عند الرجال في الغالب في أصابع محددة وخاصة الثالث والرابع.
- يحدث التصاق لدى البعض لأكثر من إصبعين وفي بعض الحالات يكون الالتصاق في جميعها.
- هناك من يعاني من التصاق وآخر يعاني من دوران حول المحور الخاص بالإصبع، وبالتالي ينبغي العلم جيداً أن حدوث هذا الخلل الخلقي لا نستطيع القيام بإصلاحه بطريقة كاملة عند اللجوء للجراحة.
أنواع التصاق الأصابع
في العادة يكون الالتصاق في قدم واحدة من الشخص أو يد واحدة ولكن المنتشر بكثرة يكون في الإصبعين البنصر والأوسط، وهناك بعض الحالات التي يظهر فيها التصاق بين ثلاث أصابع وبالتالي يمكننا تقسيم أنواع الالتصاق طبقاً لعدد الأصابع أو الطريقة التي تم الالتصاق بها أو المكان المحدد لحدوث هذا الالتصاق، وسوف نقوم بتوضيح كل الأنواع من خلال ما يلي:
الالتصاق البسيط
يكون الالتصاق واضح في الجلد ولا يوجد علاقة للعظام في ذلك، بالإضافة إلى أن الالتصاق قد يحدث في الأنسجة الرخوة.
الالتصاق المركب
يحدث في كل من الأظافر وكذلك العظام، كما يمكن حدوثه أيضاً في الأنسجة الرخوة والجلد.
الالتصاق المعقد
يحدث في الجلد والعظام كما يوجد عظام إضافية في أماكن غير محددة وتأخذ أشكال غير طبيعية.
التصاق كامل
يضم هذا الالتصاق العظام والجلد، بالإضافة إلى الأنسجة الرخوة، حيث يبدأ من منشأ الإصبع حتى أطرافه.
الالتصاق الناقص
ويكون بدايته من منشأ الإصبع فقط أما بالنسبة للأجزاء الطرفية فتكون حرة وتأخذ الحركة المستقلة.
الالتصاق الطرفي
ويكون فيه الالتصاق في الأجزاء الطرفية من الأصابع ولا يتعلق ذلك بالمنشأ.
اقرأ أيضًا: الإحليل السفلي: الأنواع والأسباب وطريقة العلاج
أسباب التصاق الأصابع
بعد أن أخذنا فكرة عن ماهية هذا الالتصاق والأنواع المتعلقة به حان الوقت للتعرف على أسبابه، حيث يحدث ذلك في مرحلة تكون الجنين كما ذكرنا وخاصة في الفترة التي تتراوح من الأسبوع السادس إلى الأسبوع الثامن تلك المرحلة التي يحدث فيها فصل الأصابع عن بعضها البعض سواء القدمين أو اليدين، وعند حدوث فشل في هذا الانفصال فإن الأصابع تأخذ شكل الالتصاق ويرجع هذا الأمر إلى الكثير من الأسباب وهي كالتالي:
أسباب وراثية
هناك احتمال وجود بعض أفراد الأسرة قد أصيبوا بهذا العيب الخلقي من قبل وبالتالي ينتقل من خلال الوراثة ولذلك نستطيع القول إن نسبة الحالات التي تعرضت للإصابة بهذا المرض والتي كانت عائدة إلى الوراثة تتراوح من 10% إلى 40 ويعود السبب في ذلك إلى أن الأم تتعرض أثناء حملها لمعظم العوامل البيئية.
متلازمات تحدث في الجينات
يوجد ارتباط شديد بين التصاق الأصابع والمتلازمات الجينية منها على سبيل المثال متلازمة يطلق عليها اسم بولندا وكذلك أبيرت وغيرها من المتلازمات الأخرى التي لها علاقة كبيرة بالاتصاق
تجدر الإشارة إلى أن هذا المرض قد يصيب بعض الأطفال دون وجود أي سبب من الأسباب السابق ذكرها وإن هذا الأمر رباني لا يعود إلى أي شيء آخر.
المضاعفات الناتجة عن التصاق الأصابع
قد يتعرض المريض إلى بعض المضاعفات نتيجة حدوث هذا الالتصاق والتي تضم ما يلي:
مضاعفات المرض نفسه
نتيجة حدوث هذا الالتصاق لا يستطيع المريض تحريك الأصابع بشكل طبيعي أو التحكم فيها وبالتالي لا يستطيع حمل بعض الأشياء.
مضاعفات ناتجة عن العملية الجراحية
قد يفكر المريض في إجراء عملية جراحية من أجل التخلص من هذا التشوه الخلقي ولكن ينتج عنها بعض المضاعفات ومنها ما يلي:
- تعرض المريض إلى العدوى وعلى الرغم أنها تعد من ضمن المضاعفات التي يندر حدوثها إلا أن المريض قد يتعرض لها وتكون بذلك مدمرة عند عدم معرفة تلك العدوى وتقديم العلاج المناسب لها في الوقت المناسب عن طريق استعمال التنظير الجراحي أو استخدام بعض المضادات الحيوية للتخلص منها.
- حدوث تقلص شديد في الإصبع.
- تعرض الإصبع المصاب إلى عدم وجود أوعية دموية، وقد يتعرض أيضاً إلى إصابة العصب الخاص به، وقد تم إيجاد بعض التقنيات الحديثة التي يمكنها معالجة هذا الأمر منها على سبيل المثال إصلاح العصب عن طريق القناة العصبية أو إجراء هذا الإصلاح في العصب الأولى.
اقرأ أيضًا: الأذن الخفاشية
علاج التصاق الأصابع
الشخص المصاب بهذا المرض حتماً يبحث عن العلاج المناسب للتخلص منه حتى يستطيع ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي ولكن ينبغي الإشارة إلى أن العلاج يختلف من شخص إلى آخر بناءً على الالتصاق الذي يوجد في الأصابع، ولمعرفة العلاج المناسب تابع النقاط التالية:
- عندما يوجد التصاق بسيط في كل من إصبع السبابة والبنصر والوسطى فيجب القيام بعملية جراحية من أجل فصل الحزام الذي يوجد بين كل من أصابع القدمين وكذلك اليدين.
- ينبغي أن يتم ذلك في المراحل المتقدمة من عمر الطفل قبل وصوله إلى عامين حتى يكون قادر على القيام بكافة وظائف اليد في مرحلة الطفولة لديه وقبل أن تتطور العديد من المهارات الحركية الأخرى الخاصة به.
- عندما يعاني الطفل من التصاق بسيط في كل من الإصبع الأصغر وكذلك الإبهام فينبغي القيام بعملية جراحية في أسرع وقت ممكن.
- يجب القيام بذلك قبل أن يتخطى الطفل السنة الأولى من حياته، وهذا الأمر ضروري لأن الإصبع الصغير وكذلك الإبهام يحدث لهما تطور في الطول بشكل أسرع عن الأصابع الأخرى وبالتالي عند فصلهما في وقت مبكر يكون طولهما بشكل طبيعي وكذلك باقي الأصابع الأخرى وبالتالي يكون النمو متساوي.
- يجب القيام بالإصلاح اللازم لمتلازمة الأصابع المعقدة عندما يصل الطفل إلى عمر سنه، وهذا الأمر ضروري حتى لا يحدث اندماج لعظم الأصابع وحدوث العديد من التشوهات الأخرى.
- طبيعي أن يحدث إعادة بناء جميع الفراغات التي كانت موجودة سابقاً بين الأصابع الملتصقة بالإضافة إلى ثنايا الظفر وكذلك تطعيم الجلد من أجل تحسين المظهر المتعلق به وهذا الأمر يعتبر جزء أساسي من الجراحة المتعلقة بالتصاق الأصابع.
- تكون العمليات الجراحية المتعلقة بهذا الالتصاق في الأصابع المتعلقة باليد أكثر من القدم لأن الأخير لا تعيق قيام الشخص بالوظائف الطبيعية الخاصة به وبالتالي لا تكون ضرورية مثل أصابع اليد.
- عند إجراء العملية الجراحية الخاصة بهذا المرض فلا بد من وجود جراح العظام برفقة الجراح المتعلق بالتجميل وإعادة الترميم وخاصة عندما تتعلق المشكلة بوجود التحام شديد في العظام الخاصة بالأصابع
تحدثنا في هذا المقال عن كل ما يخص التصاق الأصابع وعلمنا أن هذا الأمر يكون عيب خلقي يتعرض له الجنين في رحم أمه ويكون علاجه الأنسب هو الجراحة التي تتم عن طريق جراح تجميل قادر على إجراء العملية دون حدوث أي عواقب تضر الطفل وخاصة عند القيام بها في عمر مبكر له قبل أن يتم سنة.
مراجع داخلية: جراحة اليد التجميلية