علاج الاصبع الزنادي

علاج الاصبع الزنادي، يعد الاصبع الزنادي من الحالات التي تؤثر على أحد أوتار اليد مسبباً صعوبة في ثني الإصبع مما يجعل العلاج ضرورياً لتجنب استمرار الإصبع على هذا الوضع بشكل دائم، وبالتالي يؤثر على قدرة المريض في أداء المهام اليومية.

وسوف نذكر ذلك بالتفصيل في هذا المقال من خلال دكتورة فاطمة يوسف.

ما هو الإصبع الزنادي؟

هو عبارة عن تضيق في أحد أوتار اليد ويعرف أيضاً بغمد الوتر الضيق في حالة التهاب الوتر أو النفق الذي يمر داخله (غمد الوتر)، مسبباً تهيج الوتر.

يتسبب تضييق والتهاب الوتر أو التورم في عدم قدرة الوتر على الانزلاق بسهولة عبر الغمد ويتكتل داخله لتكوين عقدة مسبباً صعوبة تحريك أو ثني الإصبع أو الإبهام المصاب، كما يسبب الشعور بالنقر أحياناً عند محاولة تقويم الإصبع إذا وقع الوتر في الغمد.

قد تؤثر على إصبع واحد أو أكثر، وقد يمتد ليصيب أصابع كلتا اليدين، لذلك يجب علاج الاصبع الزنادي قبل تمادي في التهاب وضيق الوتر والوصول إلى تلك المرحلة .

أسباب الإصبع الزنادي

السبب الفعلي للإصابة بالتهاب وتورم الأوتار وحدوث حالة الإصبع الزنادي غير معروف.

ولكن هناك بعض العوامل التي تزيد من احتمالات تطور الحالة، مثل إصابة النساء بنسبة أكبر من الرجال، البالغين أكبر من 40 عاماً، ووجود بعض الحالات المرضية الأخرى المرتبطة باليد مثل حالة تقفع دوبويتران  Dupuytren’s contracture.

والتي تزيد من كثافة النسيج الضام في راحة اليد، وبالتالي تتسبب في ثني إصبع واحد أو أكثر في راحة اليد.

قد يرتبط الإصبع الزنادي أيضاً على المدى الطويل بداء السكري، او التهاب المفاصل الروماتويدي.

أعراض الاصبع الزنادي

تظهر بعض الأعراض على اليد تشير إلى الإصابة بالإصبع الزنادي، والتي تتطلب مراجعة الطبيب المختص وتلقي علاج الإصبع الزنادي المنلسب للحالة، وتشمل تلك الأعراض:

• الشعور بألم شديد في قاعدة الإصبع المصاب أو الإبهام عند تحريكه أو الضغط عليه.
• تيبس أو نقر عند تحريك الإصبع أو الإبهام المصاب
• الشعور بألم في اليد، مع احتمال ظهور كتلة في راحة اليد.
• انحناء الإصبع ثم يستقيم بشكل مفاجئ.
• قد تتطور الأعراض إلى عدم انحناء أو استقامة الإصبع بالكامل.

اقرأ أيضًا: التصاق الأصابع

علاج الاصبع الزنادي

في بعض الحالات قد تتحسن حالات الإصبع الزنادي بدون علاج وهنا يوصي الطبيب بتجنب الأنشطة التي تسبب الألم، في حين ضرورة علاج البعض الآخر نتيجة زيادة احتمالات أن ينثني الإصبع أو الإبهام المصاب بشكل دائم، وصعوبة تحريك الأصابع والقيام بالأنشطة اليومية. 

توجد عدة خيارات لعلاج الاصبع الزنادي تبعاً لشدة الحالة ومدة ظهورها، وتشمل:

الأدوية 

علاج الإصبع الزنادي بدون جراحة ومنها الأدوية.

عادة مايلجأ المريض إلى تناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) لتقليل الشعور بالألم مثل الإيبوبروفين، ونابروكسين الصوديوم.

يمكن استخدام الكريمات أو اللاصقات الجلدية في مكان الالتهاب والألم.

العلاجات التحفظية

اوتشمل بعض الطرق التي تساعد في علاج الإصبع الزنادي وتخفيف الألم، مثل:

الراحة

يجب الحفاظ على راحة اليد عن طريق تجنب الأنشطة المرهقة مثل الإمساك المطول أو المتكرر للهاتف أو أحد الادوات المنزلية حتى تبدأ الأعراض في التحسن وتظهر نتائج علاج الإصبع الزنادي.

قد يساعد ارتداء القفازات المبطنة في حماية اليد المتضررة عند ضرورة القيام بإحدى النشاطات التي تزيد من توتر اليد.

التجبير

يساعد تجبير اليد على إراحة الوتر، عن طريق ربط الإصبع المصاب بجبيرة بلاستيكية تمنع حركة الإصبع وتخفف الشعور بالألم، ولكن يجب استشارة الطبيب بخصوص المدة التي تحتاجها لارتداء الجبيرة.

يساعد التجبير في علاج الإصبع الزنادي للحالات الخفيفة، ولكن بفاعلية أقل من العلاج بالستيرويد، خاصة على المدى الطويل.

تمارين الإطالة

تساعد ممارسة بعض التمارين في تحسين حركة الإصبع المتضرر.

اما في حالة التضرر الشديد وعدم نجاح العلاجات التحفظية في علاج الاصبع الزنادي، يلجأ المريض إلى بعض الطرق العلاجية الأكثر تأثيراً، مثل:

حقن الستيرويد

وهي عبارة عن حقن الستيرويدات السائلة في غمد الوتر أو بالقرب منه في قاعدة الإصبع أو الإبهام المصاب. يساعد الحقن في علاج الاصبع الزنادي من خلال تقليل الالتهاب والتورم وانزلاق الوتر بحرية مرة أخرى في غضون أيام إلى أسابيع من الحقن.

تشير الدراسات الطبية إلى أن فاعلية حقن الكورتيكوستيرويد في العلاج قد تصل إلى 50 – 70٪ من المصابين بالإصبع الزنادي. ولكن تقل الفاعلية في حالات الإصابة بالسكري أو التهاب المفاصل الروماتويدي.

قد يمتد مفعول حقن الستيرويد لمدة عام، وغالبًا ما يحتاج بعض المرضى للحقن أكثر من مرة، ولكن تعطي فاعلية أقل من الحقنة الأولى.

نادراً ما تظهر بعض الأعراض الجانبية بعد الحقن، ولكن في بعض الحالات قد يحدث ترقق في الجلد أو تغير لونه في موقع الحقن، كما أن هناك احتمال ضئيل لحدوث العدوى.

الجراحة

يلجأ الطبيب إلى الجراحة فقط عندما تفشل طرق علاج الاصبع الزنادي الأخرى أو كانت غير مناسبة للعلاج، وعادة ما تصل نسب نجاحها إلى 100%. 

توجد بعض الاعتبارات الواجب مراعاتها عند اختيار الجراحة لعلاج الاصبع الزنادي، مثل مقدار الألم، ووجود مشاكل طبية أخرى مثل التهاب المفاصل الروماتويدي،  وتأثيره على حياة المريض. ويوجد نوعان من جراحة الإصبع الزنادي:

اقرأ أيضًا: الأصابع الناقصة أسبابها وطريقة علاجها

جراحة فتح الإصبع الزنادية

يقوم الجراح أولاً بتخدير يد المريض موضعياً، يليها عمل شق صغير في قاعدة الإصبع أو الإبهام المصاب أو بالقرب منه.

يقوم الجراح بتوسعة الوتر عن طريق قطع الجزء العلوي من غمد الوتر، ثم إغلاق الجرح بغرز جراحية وتغطيته بضمادة. 

تساعد الجراحة في عودة الحركة إلى الوتر المصاب بحرية مرة أخرى.

جراحة تحرير الإصبع الزنادي عن طريق الجلد

وفيها يتم علاج الاصبع الزنادي عن طريق الجلد. كما هو الحال في الجراحة المفتوحة، يستخدم الجراح التخدير الموضعي لليد أولاً يليها إدخال إبرة في قاعدة الإصبع المصاب وخاصة في الأنسجة المحيطة بالوتر المصاب واستخدامها لتفتيت الأنسجة المتكتلة حول الوتر والتي تعيق حركته، كما تقوم بقطع الرباط والوصول إلى الوتر.

يلجأ المعالج إلى استخدام الموجات فوق الصوتية أثناء الإجراء للحصول على نتائج أفضل.

على الرغم من أن جراحة تحرير الإصبع الزنادي عن طريق الجلد لا تتضمن عمل شق ولأتسبب في وجود جرح باليد.

إلا أنها تعد أكثر خطورة وأقل فاعلية من الجراحة المفتوحة نظراً لوجود احتمالية تعرض الأعصاب والشرايين المهمة والقريبة من غمد الوتر إلى التلف.

لذلك، تعد الجراحة المفتوحة هي الاختيار الأفضل لعلاج الاصبع الزنادي جراحياً. 

علاج الإصبع الزنادي بدون جراحة

علاج الإصبع الزنادي بدون جراحة يشمل عدة خطوات وتقنيات يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض وتحسين حالتك. إليك بعض الخيارات التي يمكنك اتباعها:

1. العلاج الطبيعي: يشمل تمارين الإطالة وتقوية العضلات المحيطة بالمفصل المتضرر. يمكن للعلاج الطبيعي أن يساعد في تقليل الالتهاب وزيادة المرونة وتحسين حركة الإصبع المصاب.
2. العلاج بالدواء: يمكن أن يوصف مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) لتقليل الألم والتورم المرتبط بالإصبع الزنادي. يمكن أيضًا استخدام الحقن الموضعية بالكورتيكوستيرويد لتخفيف الالتهاب وتحسين الحالة.
3. التغييرات في النمط الحياة: قد يساعد تقليل الأنشطة المكررة أو الضغط على المفصل المصاب في تخفيف الأعراض. قم بتجنب التكرار الزائد لحركة الإصبع المؤلمة وتجنب التوتر الزائد على المفصل.
4. العلاج بالحرارة والثلج: يمكن استخدام التطبيق المتناوب للحرارة والثلج لتقليل الألم والالتهاب في الإصبع. استخدم الثلج لمدة 15-20 دقيقة عدة مرات في اليوم، واستخدم الحرارة (مثل الشمسية أو حمام ساخن) لتخفيف التشنج وتحسين الدورة الدموية.

تمارين الإصبع الزنادي

بعض تمارين بعد عملية قطع الوتر الإصبع بشكل مختصر:

1. تمرين الاطالة:
   • قم بامتداد الإصبع المتأثر بالإصابة للخلف وابقِ في هذا الوضع لبضع ثوانٍ، ثم أعد الإصبع إلى وضعه الأصلي. كرر هذه العملية لعدة مرات في اليوم.
2. تمرين الضغط المعكوس:
   • ضع إصبعك المتأثر على سطح مستوٍ.
   • ثنِّ الإصبع بلطف حتى يلامس السطح، ثم قم بالضغط عليه براحة يدك باتجاه الخلف. حاول الحفاظ على الضغط لبضع ثوانٍ، ثم أعد الإصبع إلى وضعه الأصلي. كرر هذا التمرين لعدة مرات في اليوم.
3. تمرين الرفع:
   • قم بوضع إصبعيك المتأثرين بالإصابة على سطح مستوٍ.
   • رفع الإصبعين ببطء حتى يكونان مستويين أعلى من السطح، ثم أعد الإصبعين إلى وضعهما الأصلي. كرر هذا التمرين لعدة مرات في اليوم.

التعافي من الجراحة

بعد إجراء الجراحة، يكون المريض قادراً على تحريك الإصبع المصاب سريعاً، كما يمكن إزالة الضمادات بعد أيام قليلة لتسهيل الحركة والتي من المفترض أن تعود بشكل كامل مع زوال الألم في غضون أسبوعين من الجراحة.

يستطيع المريض ممارسة النشاطات اليومية مثل الكتابة أو استخدام الهاتف، أو القيادة في غضون 3-5 أيام من الجراحة.

كما يمكنه ممارسة الرياضة بعد 2-3 أسابيع من علاج الإصبع الزنادي بالجراحة المفتوحة، والتئام الجرح.

عادة، يحتاج المريض إلى 4 أسابيع من الراحة حتى يتعافى تماماً، ويستطيع العودة إلى العمل خاصة وإن كان يتطلب مهام يدوية شديدة، ولكن قد تطول فترة التعافي قليلاً عن تلك الفترة في حالة إجراء الجراحة في أكثر من إصبع.

على العكس، تكون فترة التعافي أقل من تلك الفترة في حالة إجراء الجراحة عن طريق الجلد، لعدم وجود جرح في راحة اليد.

علاج الاصبع الزنادي عند الأطفال

غالبًا ما تتحسن حالات الإصبع الزنادي عند الأطفال بدون علاج مع تقدم الطفل في السن، ولكن قد تساعد بعض الإجراءات الخفيفة في علاج الإصبع الزنادي عند الأطفال.

لا تستخدم حقن الستيرويد مع الأطفال، ولكن قد يتم اللجوء إلى الجراحة تحت التخدير الكلي في الحالات الشديدة إذا لزم الأمر.

الخلاصة

يحمل علاج الاصبع الزنادي العديد من الخيارات، حسب رؤية الطبيب المعالج لشدة الحالة ومدى تطورها وتأثيرها على حركة اليد. لذلك، يجب استشارة الطبيب المختص فور ظهور الأعراض واختيار العلاج المناسب تجنباً لتقدم الحالة وتأثيرها على عدة أصابع في اليد الواحدة.

الأسئلة الأكثر شيوعًا

مراجع داخلية: جراحة اليد​ التجميلية